عندما تأخّرت بيروت في ارتداء حلّة رمضان!
الأمان الفكري والثقافي

خلعت أحياء بيروت وشوارعها كلّ تلك اللافتات والصور التي كستها خلال الشهرَين الماضيَين، مروّجة لمرشّحين ولوائح خاصة بالانتخابات النيابيّة الأخيرة التي أجريت في السادس من أيار. وها هي تتهيأ للزينة الخاصة بشهر رمضان الذي يحلّ خلال يومَين. المدينة تأخّرت في ارتداء حلّة الشهر الفضيل، غير أنّ ذلك لا يعود إلى الأحوال المعيشيّة التي يشكو الناس من تدهورها، إنّما إلى تلك الانتخابات التي سيطرت حملاتها على الحيّز العام في العاصمة وكذلك في مختلف المناطق اللبنانيّة. حتى اليوم، ما زالت الألوان المبهجة والأشكال المحبّبة التي اعتادها أهل العاصمة وزائروها غائبة. وهؤلاء ينتظرون تلك الزينة التي تفرح الصغار مثلما تبهج الكبار الذين ترهقهم شؤون الحياة، والتي تأتي غالباً على شكل فوانيس ملوّنة أو مجسّمات لأطفال ضاحكين من إعداد جمعيّات أو هيئات تُعنَى إمّا بالأيتام وإمّا بالعجزة وإمّا بشؤون تنمويّة. إلى جانب تلك الزينة التي تأتي بكلفة ليست بسيطة، غالباً ما تُعلَّق أمام البيوت وعند مداخل المباني أشرطة ولمبات ملوّنة مع فوانيس صغيرة. يُذكر أنّ أهل العاصمة وزائريها بدأوا يلاحظون الأشرطة الملوّنة في عدد من المحال التجاريّة، لا سيّما تلك التي تبيع المواد الغذائيّة وكذلك الحلويّات.